Wednesday, March 28, 2007

هل لى من توبة ؟

س-أنا ارتكبت ذنوب كتيرة أوي
وكل ما أتوب أرجع تاني وأعصي ربنا

ومش عارف أعمل إية
هل لي توبة ؟

ج-و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
أولا بحب أقولك إن انت أكيد فيك خير و ده اللى بيخليك عايز تتوب
و أحب أبشرك بقول الله تعالى : " قل يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا "
و بقوله صلى الله عليه و سلم : " لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة , فانفلتت منه , وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فأضطجع في ظلها – قد أيس من راحلته – فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وانا ربك – أخطأ من شدة الفرح – "
و من أسماء الله عز و جل (التواب) الذى لم يزل يتوب على التائبين و يغفر الذنوب للمذنبين , فكل من تاب إلى الله توبة نصوحا تاب عليه
فبقولك : لا تيأس
طبعا ليك توبة
تعرف قصة القاتل مئة نفس ؟
لو مش عارفها طب أقولهالك

عن أبي سعيد الخدري أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال:
"كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفساً فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل على راهب، فأتاه فقال: إنه قتل تسعة وتسعين نفساً فهل له من توبة؟ قال: لا. فقتله، فكمل به مائة.
ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فدُل على رجل عالم، فقال: إنه قتل مائة نفس فهل له من توبة؟ فقال: نعم، ومن يحول بينه وبين التوبة؟ انطلق إلى أرض كذا وكذا، فإن بها أناساً يعبدون الله فاعبد الله معهم، ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء.
فانطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه الموت، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب.
فقالت ملائكة الرحمة: جاء تائباً مقبلاً بقلبه إلى الله.
وقالت ملائكة العذاب: إنه لم يعمل خيراً قط.
فأتاهم ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم، فقالوا: قيسوا ما بين الأرضين، فإلى أيتهما كان أدنى فهو له، فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد فقبضته ملائكة الرحمة.
قال قتادة: فقال الحسن: ذكر لنا أنه لما أتاه الموت نأى بصدره"

الدروس المستفادة من القصة:
تتجلى في هذه القصة جملة من الدروس والعبر التي تعد ذات أثر فعال في جانب الدعوة إلى الله علماً وعملاً، وأهم هذه الدروس ما يلي:
1- قبول التوبة من جميع الكبائر بما فيها القتل:
هذه القصة أصل عظيم في الدلالة على قبول التوبة من المذنب، وإن تفاحش ذنبه، وتعاظم إثمه، طالما صلحت سريرته، وصلحت علانيته.
وقد نطقت بذلك آيات القرآن وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، فالله تعالى يقول:
"قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم"

2- سعة رحمة الله عز وجل وخطورة تقنيط الناس منها:
تدل القصة برواياتها المتعددة على سعة رحمة الله تعالى، وأنها تغلب غضبه، وان صدق العبد في التوجه إلى الله يمنحه، فوق قبول الله له، توفيقاً وهداية إلى الطريق المستقيم، فإذا كانت الرواية التي وضعناها بين أيدينا في مطلع القصة، قد اقتصرت على مجرد بيان أن العبد عند قياس الملائكة للأرضين، كان اقرب إلى الأرض التي أراد، فقبضته ملائكة الرحمة، فإن روايات أخرى صحيحة قد صرحت بتدخل العناية الإلهية؛ بما يفيد سعة رحمة الله ومزيد فضله على العبد التائب.
ففي رواية البخاري (2/261).
وروايات أخرى في مسلم (4/2119).
: "فأوحى الله إلى هذه أن تقربي، وأوحى إلى هذه أن تباعدي، وقال: قيسوا ما بينهما فوجد إلى هذه اقرب بشبر فغفر له".
وفي إبعاد أرض المعصية، وتقريب أرض التوبة ما يشعر بأن الله لا يقبل التوبة عن عباده وفقط، بل يزيدهم فوق القبول من فضله.
ويؤيد هذا ما جاء في الحديث القدسي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعاً، وإن تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه باعاً، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة".

شفت بقى سعة رحمة الله عز و جل ؟
ده واحد قتل مائة نفس
و بعدين ما عملش عمل صالح غير إنه تاب و كان عايز يعتزل أرضه اللى فيها أهل سوء
فمات فى السكة
فقربه اله عز و جل إلى الأرض التى فيها قوم صالحين
فلازم يكون عندك رجاء فى رحمة الله عز وجل
فقد قال الله عز وجل : " نبئ عبادى أنى أنا الغفور الرحيم "
وكما جاء فى الحديث القدسي : " أنا عند ظن عبدى بى فليظن بى ما شاء "
فأحسن الظن بالله عز وجل
فموضوع إن ذنوبك كثيرة و خايف إنه ما يكونش ليك توبة
فده من وسوسة الشيطان ليصدك عن الحق

و ما أجمل قول الإمام الشافعى على فراش الموت :
تعاظمنى ذنبى فلما قرنته ..... بعفوك ربى كان عفوك أعظما

فالله عز و جل يغفر كل ذنب
فتيقن إن مهما عملت فليك توبة

بس إيه شروط التوبة علشان تبقى مقبولة :
أول شرط : الندم على ما كان منك و كما جاء فى الحديث : " الندم توبة "
فتندم إنك عصيت الله عز و جل
تانى شرط : الإقلاع
فتترك الذنب اللى انت بتعمله , يعنى ما ينفعش تقول أنا تبت من السجاير و فى بقك سجارة .
تالت شرط : العزم على عدم العودة فى المستقبل

س- وإزاي أثبت علي التوبه دي وما أرجعش تاني للذنب ؟

ج-أقسام الناس بعد التوبة أربعة
منها : صاحب النفس المطمئنة الذى لا يعود للذنب بعد ارتكابه فهذا فى أعلى الدرحات
و منها صاحب النفس اللوامة الذى يتوب ثم يعود للذنب لا عن عمد بل يبتلى بها و كلما ارتكبها ندم و عزم على الاحتراز منها فهذا فى منزلة أقل من الأولى و هؤلاء الذين قال الله فيهم : " الذين يجتنبون كبائر الإثم و الفواحش إلا اللمم إن ربك واسع المغفرة "
و اللمم هى الصغائر .
و منها : صاحب النفس المسؤولة الذى يتوب ثم يرتكب الذنب م يعود و لكن لا يتوب عن هذا الذنب فهذا من الذين قال الله فيهم : " و آخرون اعترفوا بذنبهم خلطوا عملا صالحا و آخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم " و لكن هؤلاء هاقبتهم خطيرة من حيث تسويف التوبة فربما يموت قبل أن يتوب فإن الأعمال بالخواتيم

و ينبغى للتائب أن يأتى بحسنات تضاد ما كان منه من السيئات فيستغفر و يتعبد و يصلى و يؤدى الحقوق

طب ايه اللى تعمله علشان لا تعود للذنب مرة أخرى :

1-الاستعانة بالله عز و جل و التوكل عليه و دعاؤه أن ينجيك من الذنوب فقد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يكثر من قول : " يا مقلب القلوب ثبت قلبى على طاعتك "
2- تتذكر آيات التخويف فى القرآن الكريم مثل الآيات التى ورد بها ذكر النار و عقاب أهلها و الآيات التى تبين عاقبة المسيئين.

3-أن تعلم أن للذنوب عقوبات فى الدنيا كما لها عقوبات فى الآخرة فكما قال صلى الله عليه و سلم : " إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه "و من ذلك ما يصيب الإنسان من مصائب فى الدنيا فهى جزاء ما عمل يداه و يمكنك الاطلاع على عقوبات الذنوب فى كتاب تحذير الدانى و القاصى من عقوبات الذنوب و المعاصى للشيخ أحمد فريد حفظه الله تعالى .
4-أن تتذكر الموت دائما و أنه قد يأتيك على حالك التى تعصى الله فيها فتبعث على ما مت عليه فتكون فضيحة فى الدنيا و الآخرة و كم من إنسان مات على معصية !
5- أن تتحلى بالصبر عن المعاصى فهذه من أعلى الدرجات .
6- الاستعاذة بالله من الشيطان بصدق إذا راودتك نفسك أن ترتكب معصية .
7- أن تكثر من ذكر الله تبارك و تعالى فإنه يحصن العبد عن الوقوع فى الذنوب .
8- أن تكثر من الطاعات فهى تعينك إن شاء الله و تبعدعنك الشيطان كما فى قوله تعالى عن الشيطان :" قال بعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين ".
9- عليك بالرفقة الصالحة التى تعينك على طاعة الله عز و جل فكما جاء فى الحديث :" المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل "
فابعد عن أصدقاء السوء الذين يزينون لك المعاصى و يسهلونها لك و صاحب من إذا رأيته ذكرت الله الذى يعينك على العبادة و يحثك عليها و يأمرك بالمعروف و ينهاك عن المنكر .
10- حضور مجالس العلم فهى كفارة للذنوب

No comments: