Saturday, March 31, 2007

الشيخ عبدالله بن زيد بن عبدالله بن محمد آل محمود


نسبه :
هو العالم العامل الشريف عبد الله بن زيد بن عبد الله بن محمد بن راشد بن حمد بن إبراهيم بن محمود بن منصور بن عبد القادر بن محمد بن علي بن حامد. وآل محمود ، وآل حامد – أهل سيح الأفلاج – هما قبيلة واحدة ويرتقي نسبهما إلى الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، كنيته : أبو محمد ومحمد أكبر أبنائه .


فهو من أشراف أهل نجد المنسوبين إلى ( اليمامة ) التي هي مسكن الأشراف القدماء الذين ذكرهم إبن عنبة في كتاب عمدة الطالب في نسب أبي طالب ، ومساكنهم هي (( الرياض )) عاصمة المملكة العربية السعودية ، و (( الدرعية )) ، وبلد (( الخرج )) ، وبلد (( المزاحمية )) و(( حوطة بني تميم )) وبلد (( الأفلاج )) وخاصة (( سيح آل حامد )) ثم (( مفيجر )) وهي قرية من بلد (( نعام )) المجاورة لحوطة بني تميم ويسكنها الأشراف آل حسين .


وكانت اليمامة ..عند المتقدمين أشهـر ذكـراً من نجد مع العلم أنها وسط نجد ، وهي عريقة في القدم ومعروفة بتخريج الشجعان الذين تسلح بهم جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل - رحمه الله - في بداية نشأة دولته ، حيث لم يكن معه في ذلك الزمان إلا الرجل والرجلان ، ويدل له حديث الهجرة ، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم (( عُرضت علي مهاجري فرأيتها ذات نخل و زرعة فذهب وهلي إلى أنها اليمامة أو هجر فإذا هي يثرب ، أي المدينة )) ويدل له حديث ثُمامه بن أثال سيد أهل اليمامة وذلك أنه لما أسلم طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يعتمر ، ولما دخل مكة قالت له قريش : صبأت يا ثُمامة ؟ فقال : بل أسلمت ، ولا والله لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكأنه بهذا المنع ضربهم بأقسا عصا ، لكونه قطع عنهم ميزة الحبوب التي هي عمدة غذائهم في ذلك الزمان ، وإنما سمي الخرج خرجاً لكونه يخرج على الحرمين الحبوب .

وبعض قبائل الأشراف من سكنة نجد واليمامة يُعرفون مما يلي : أولهم آل محمود ، وقد أحصى بعض الثقات عددهم فيما يزيد على ثلاثمائة رجلاً ما بين صغير و كبير منهم خمسون رجلاً يسكنون الأن قطر/الدوحة ) ثم آل حامد ، وهي قبيلة كثيرة وأميرهم محمد بن سعود الجايز ، ومنهم نسل الشيخ عبد العزيز بن بشر أحد علماء الرياض الأجلاء و المتوفى في عام 1359هـ حيث أنهم من آل حامد و آل شرف و آل خلف و آل درعان بن محمد . وآل محمود هم من آل حامد قبيلة واحدة النسب لكون محمود بن منصور بن عبد القادر بن محمد بن علي بن حامد ، وبين آل محمود وآل حامد قبيلة يُسمون آل منصور ، وهم أمراء السيح من قديم ، وقد إنقرضوا على إثر تقاطع وتقاتل وقع بينهم ، ومن الأشراف آل حسين المفيجر بجوار بلدة نعام بالقرب من حوطة بني تميم و آل شيبان و الرواتع أهل الخرج و منهم الشيخ صالح الرويتع -رحمه الله .

وبداية وجودهم في نجد كان في القرن العاشر هجري عندما توسع ملك شريف مكة حسن بن أبي نمي وحكم الأفلاج و وادي الدواسر ، وقد أمر عليها علي بن حامد بن عون الشريف الذي بقي في إمارته عليها إلى أن توفي في القرن العاشر الهجري ، و لما زار أحد أبنائه الأفلاج و هو (محمد) أعجب بخصوبة أرضها ووفرة مائها فانتقل إليها و سكن السيح الذي يسمى الآن بسيح آل حامد نسبة اليه . وقد قام أحفاده ببناء العديد من القصور و القلاع كقصر البطرة و الذي بناه فهاد بن دخيل الله آل حامد المشهور بالكرم و المتوفى سنة 1306هـ . وقد ناصروا - أشراف نجد- و أيدوا دعوة الامام محمد بن عبدالوهاب السلفية و اصبح منهم الكثير من الدعاة اليها و المناصرين لها و المدافعين عنها .

فهؤلاء كلهم هم أشراف نجد اليمامة ، ويوجد من بينهم أشراف كثيرون في نواحي نجد وخارجها ومن سائر البلدان أغفلنا ذكرهم مع كثرتهم لضيق المقام بذلك ومن أجل أننا لا نحصي عددهم ، فهؤلاء هم أشراف نجد من سكنة اليمامة لكون اليمامة تنطبق على ما حوى جبل طويق الذي يمتد من جهة الجنوب إلى وادي الدواسر ، ثم طرفه الثاني يمتد من جهة الشمال إلى الزلقي ، وعاصمته من قديم هي جو اليمامة ، وهو معروف إلى الآن فيه نخل وزرع وفيه ماء عذب يسيل في بعض الأحيان كما شهد به العارفون له ، ويوجد فيه الآن ثلاثة مساجد جوامع ، وقد نزح كثير من الأشراف عندما ضايقهم حاكمهم في ذلك الزمان يوسف الأخيضر ، فنزحوا إلى العراق ، وبقى بقيتهم في نجد على حالتهم ، وقد قال إبن ابي طباطبا وهو الشريف بالعراق : (( حدثني المولى السعيد العلامة النقيب تاج الدين أبو عبد الله محمد بن معيٌة أن إبراهيم بن شعيب اليوسفي معه ألف فارس يحفظون شرفهم ولا يُدخلون فيهم غيرهم )).

ويلتحق بهؤلاء من قرب منهم في النسب والمسكن مثل الشريف الأمير خالد بن سعد بن لؤي وأولاده وقبيلته أمير الخرمة ، وكذا آل صامل أمراء رنيه . ونعوذ بالله من الفخر بالأحساب والطعن في الأنساب .
ولادته :
وُلد الشيخ-رحمه الله- بحوطة بني تميم في شهر ذي القعدة من عام 1327هـ.، وهي بلدة تقع جنوباً من الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية ، بينها وبين العاصمة مائة وستون كيلو متراً ، ويتوسط بينها بلدان الخرج على حد منتصف المسافة ، فنشأ يتيماً لكون والده توفى وهو صغير ، فصار يلي أمره والدتُه نورة بنت عبد العزيز أبو سعود الشثري ، وهي امرأة صالحة صوامة قوامة كثيرة الصدقة وكثيرة الدعاء والتضرع إلى الله في سجودها وكل حالاتها . وحُفظ من دعائها (( اللهم أحفظ عبد الله بن زيد في دينه ودنياه وانشر فضله على خلقه كما نشرت شمسك على العباد ، وأمده بالمال والبنين ، واجعله يعطي بيمينه ما لا تعلم شماله )) ، هذه بعض من دعواتها ، وهو تمتع ببركة استجابتها ، عفا الله عنهم وغفر لهم . وأخواله من قبيلة الشثور ، ومنهم الشيخ عبد العزيز بن محمد الشثري أبو حبيب المشهور بالعلم والتقوى ، وقد توفى رحمه الله بالرياض وبقى أولاده ، ومنهم الشيخ ناصر بن عبد العزيز الشثري مستشار الملك ، و زيد بن علي الشثري-رحمه الله- .
طلبه للعلم :
لقد نشأ الشيخ يتيماً ، وكان عاشقاً للعلم من صغره ، كما وأن أخواله الشثور الذين عاش بينهم أهل علم وصلاح ، وعندهم كتب من أجدادهم ، وبعد أن استكمل سبع عشرة سنة حفظ القرآن بإتقان عن ظهر غيب ، وقدموه في صلاح التراويح والقيام منذ حفظ القرآن ، فاستمر عمله سنين ، وبدأت دراسته عند الشيخ عبد الملك بن إبراهيم آل الشيخ وهو فقيه تقي . ثم لازم خاله الشيخ عبد العزيز بن محمد الشثري أبا حبيب ملازمة تامة ، فكان يقرأ عليه في الليل وفي النهار ويسافر معه متى سافر إلى أحد البلدان ، ولم يزل منقطعاً إلى عام ألف وثلاثمائة وخمسين للهجرة ، ثم إلتحق بالشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي الديار السعودية رحمه الله ، فأخذ يتعلم عليه مع جملة الطلاب . وفي سنة 1355 هـ. سافر إلى قطر ليأخذ العلم عن الشيخ محمد بن عبد العزيز المانع ، وكان مشهوراً بسعة العلم والإطلاع والاجتهاد التام . فمكث عنده سنتين وسبعة أشهر يتلقى عنه سائر العلوم والفنون ، وكانت سفرة مباركة حظي فيها الشيخ بحفظ كثير من العلوم والفنون ، فحفظ (( بلوغ المرام في الأحكام )) وكذلك حفظ (( مختصر المقنع )) ، وحفظ (( المفردات )) ، وحفظ (( نظم مختصر ابن عبد القوي )) إلى باب الزكاة ، وعمل شرحاً عليه وافياً في مجلد ضخم يمكن جعله في مجلدين ، ثم وقف عن مواصلة تكميله للعوارض التي شغلته ، وحفظ (( ألفية الحديث للأسيوطي )) ، (( وألفية ابن مالك )) في النحو ، وكتاب (( قطر الندى )) في النحو ، ثم رجع من سفره في شوال عام 1357 هـ.، وإلتحق بفضيلة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مرة أخرى للأخذ عنه .

ثم إنه صدر أمر من الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن رحمه الله بتعيين أشخاص من الراقين في العلم والصالحين للقضاء ، فيتوجهون إلى مكة ويلازمون الشيخ محمد بن مانع ، وكانوا قد عينوه رئيساً على المعارف ، ويدرس بالعصر وبالليل في الحرم الشريف . فوقع نظرهم على الشيخ عبد الله بن زيد ، وعلى الشيخ عبد العزيز بن رشيد رئيس هيئة التمييز سابقا بالرياض ، وعلى عبد اللطيف بن إبراهيم آل عبد اللطيف، وعلى الشيخ محمد البصيري رحمه الله ، وكلا الاثنين من أهل شقرة ، وعلى / عبد العزيز ابن مقرن وصالح بن طوسان ، وإبراهيم الزغيبي ، فكلف هؤلاء بالوعظ والإرشاد والتعليم في سائر المساجد . وكلف الشيخ عبد الله بن زيد بالوعظ والإرشاد في المسجد الحرام .


وفي آخر عام 1359 هـ.، قدم الشيخ عبد الله بن قاسم آل ثاني حاكم قطر حاجًا ، ومعه ابنه الشيخ حمد بن عبد الله جد حاكم قطر حالياً ، ومعهما جمع كثير من أعيان آل ثاني ومن أهل البلاد ، فتقدم الشيخ عبد الله آل ثاني وابنه حمد رحمهما الله إلى الملك عبد العزيز يطلبان منه إرسال قاض معهما إلى بلدهما قطر ، لكونها في ذلك الزمان ليس بها أحد يصلح للقضاء ، وقد توفى الشيخ محمد بن جابر وكان هو الخلف بعد سفر الشيخ محمد بن عبد العزيز المانع . وقال للملك إننا نعرف رجلاً يصلح لنا وهو الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود . وكان الذي أشار عليهما به هو الشيخ محمد بن عبد العزيز المانع ، فعند ذلك أمر الملك الشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ رئيس القضاة بمكة بأن يكلفه بالسفر مع الشيخ عبد الله بن قاسم آل ثاني ، ولم يجد بداً من طاعته فسافر صحبتهما ، وفي أول المحرَم من عام 1360 هـ. جلس للقضاء في قطر ، واستمر دائباً في العلم والتعليم ، وفي الحفظ والكتابة ، بحيث لا يشغله عنها أهل ولا مال إلى أن توفاه الله.


ومما امتاز به الشيخ هو الصبر والمثابرة على القضاء ، والتسجيل والتأليف ، فكان يسابق الشمس في الذهاب إلى القضاء ، ثم ذاك مكانه حتى يؤذن المؤذن لصلاة الظهر . ومن عادته أنه لا يجعل على الأبواب حراساً ، بل كلٌ يتصل به لحاجته من كبير وصغير وذكر وأنثى .
صفاته :
كان الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود يتمتع إلى جانب العلم الواسع بتواضع جم وحكمة ولباقة في تيسير المسائل الشرعية ، وبيان مشرق عذب في الخطابة والمحاضرة ، وصياغة جميلة وأسلوب رصين في الكتابة والتأليف في المواضيع الإسلامية التي عالجها وفي المشاكل التي يواجهها المسلمون اليوم .
ولخصاله الحميدة وأخلاقه الجميلة كان موضع حب الناس وتقديرهم على اختلاف الطبقات .


مؤلفاته :
ألف ـ رحمه الله ـ الكثير من الرسائل والكتب المهمة ، تناول بعضها اجتهاداته في الأمور الشرعية وقد جاوزت مؤلفاته الستين رسالة .
منها : تيسر الإسلام ، بدعة الاحتفال بالمولد ، أحكام عقود التأمين ، الجهاد المشروع في الإسلام ، الأحكام الشرعية ومنافاتها للقوانين الوضعية ، كتاب الصيام ، الحكم الجامعة لشتى العلوم النافعة.

وفاته :
بعد حياة حافلة في خدمة الإسلام والمسلمين أدى فيها الشيخ دورًا مهمـًا وفاعـلاً في الحياة العلمية والاجتماعية على نحو مشرف وغاية سامية نبيلة .
انتقل الشيخ إلى جوار ربه سبحانه وتعالى في حوالي الساعة التاسعة من صباح يوم الخميس في أواخر العشر المباركة من الشهر الفضيل رمضان ، وذلك في اليوم الثامن والعشرين منه من عام 1417هـ الموافق للسادس من فبراير لعام 1997م عن عمر ناهز التسعين عامــًا .

وصلى عليه بالمسجد الكبير ، بعد صلاة عصر يوم الخميس ، وقد أم المصلين للصلاة عليه الشيخ يوسف القرضاوي ، وقد ازدحمت جنبات المقبرة وغصت بالناس وقد بكاه أهل قطر رجالاً ونساءً ، وقد رؤيت له رؤى حسنة قبل وفاته وبعدها .
فجزاه الله خيرًا .. وأدخله فسيح جناته .. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
الشيخ عمر بن محمد بن ابراهيم بن محمود
نسبه :ـ

هو الشيخ العلامة عمر بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن محمود بن منصور بن عبد القادر بن محمد بن علي بن حامد بن ياسين بن حمد بن ناصر بن عبد اللطيف بن الياس بن عبد الوهاب بن الشيخ لوين بن عبد الرحمن بن الشيخ لوين بن عبد الرزاق بن طاهر بن حسام الدين بن جلال الدين بن سلطان بن رحمة الله بن فتخان بن عبد الله بن إبراهيم بن عيسى بن علي بن حسين بن موسى بن رميزان بن هارون بن خالد بن قاسم بن محمد بن الهادي بن الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب القرشي الهاشمي الحسني .

مولده :ـ

ولد رحمه الله في بلدة ضرما وتربا في كنف والده الشيخ العلامة محمد ورباه تربية حسنة حتى حفظ القران وهو في سن مبكرة ولما انتقل مع والده الشيخ محمد الى الرياض قراء على والده وعلى علماء الرياض في ذلك الوقت فحفظ الكثير من المتون في الفقه والحديث والفرائض .

ثم جاء بعد ذلك ان عين قاضياً في بلده ضرما ومكث بها اربع سنوات ثم طلب الاعفاء من الشيخ محمد بن ابراهيم فأعفاه ورجع الى الرياض وعينه الشيخ محمد بن ابراهيم اماماً بما يعرف بمسجد السدره في دخنه ، الى ان انتقل الى منفوحة بطلب والحاح من اهلها واقنعوه بذلك فانتقل اليهم واصبح قاضيهم وامام لهم في الفروض الخمس وخطيباً لجامع منفوحة حتى توفاه الله .

وممن قرأ عليه في مسجد السدرة بالرياض :

ـ الشيخ عبدالله بن محمد بن بكر .

ـ الشيخ عبدالرحمن بن محمد الفارس .

ـ الشيخ عبدالرحمن بن محمد الهويمل .

ـ الشيخ سعد بن محارب

ـ الشيخ ابراهيم بن محبوب .

ـ الشيخ ابراهيم بن محمد العثمان

ـ الشيخ عبدالعزيز السالم

ـ الشيخ ابراهيم بن صالح الجماز

ـ الشيخ عبدالعزيز بن محمد بن سريهيد

ـ الشيخ عثمان بن سعد بن عنبر

ـ الشيخ عيد بن ابراهيم بن حميد .

كانوا يدرسون على يديه في علوم العقيدة والفرائض وعلوم اللغة العربية وغيرها في شتى العلوم .

وكان رحمه الله كريماً ومجلسه ملتقى للقريب والبعيد وللمشائخ وطلبة العلم كان مجلساً عامراً بالعلم والذكر والتقوى .

وفاته :ـ

توفي رحمه الله في شهر شوال من سنة 1384هـ عن عمر ناهز 94 سنة ودفن في مقبرة منفوحة وله من الابناء سعد ومحمد وعبدالمحسن
الشيخ محمد بن ابراهيم بن محمود

نسبه

هو العالم الجليل والحبر البحر الفهامة محمد بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن محمود بن منصور بن عبد القادر بن محمد بن علي بن حامد بن ياسين بن حمد بن ناصر بن عبد اللطيف بن الياس بن عبد الوهاب بن الشيخ لوين بن عبد الرحمن بن الشيخ لوين بن عبد الرزاق بن طاهر بن حسام الدين بن جلال الدين بن سلطان بن رحمة الله بن فتخان بن عبد الله بن إبراهيم بن عيسى بن علي بن حسين بن موسى بن رميزان بن هارون بن خالد بن قاسم بن محمد بن الهادي بن الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب القرشي الهاشمي الحسني .
مولده :ـ

ولد رحمه الله في بلدة ضرما سنة 1250 ونشا بها بين ابيه وامه الى سن التمييز ، ثم بعد ذلك صار في حضانة امه وتعلم القران في صغره وختمه وله تسع سنين ثم اشتغل بطلب العلم على الشيخ عبدالله بن نصير قاضي ضرما
طلبه للعلم : ـ

انه لما جاء عام 1265هـ حداه الشوق إلى العلم فانتقل إلى موطن العلم والعلماء – الرياض – عاصمة نجد في ذلك الزمن وكان فيها علماء كبار وأبرزهم العلامة الشيخ عبد الرحمن بن حسن وابنه الشيخ الكبير عبد اللطيف فشرع في طلب العلم في الرياض فقرأ على الشيخ عبد الرحمن بن عدوان والشيخ عبد العزيز بن شلوان قاضي الرياض وقد وهبه الله فهما ثاقبا وذكاء متوقدا وقوة في الحفظ وسرعة في الفهم لازم مشائخه في أصول الدين وفروعه وفي الحديث والتفسير وعلوم العربية حتى نبغ في فنون عديدة كما جد واجتهد في طلب العلم وصرف كل وقته في تحصيله حتى أدرك إدراكا كليا وصار من كبار العلماء لا سيما في الفقه الحنبلي فقد بلغ في معرفته والاطلاع على دقائقه الغاية. ووصل فيه إلى النهاية وشارك في غيره حتى حفظ – منتقى الأخبار – للمجد بن تيمية عن ظهر قلب وهو يزيد عن ستة آلاف حديث.

بعد ذلك طلب أهل وادي الدواسر من الأمام فيصل بن تركي آل سعود أن يبعث اليهم قاضي فاتفق رأية ورأي المشايخ على بعثه إليهم فأمره بالمسير إليهم بعد امتناعه فسار إليهم وأقام قاضيا عندهم ثلاث سنين وفي كلها يطلب المعافاة ثم انه عوفي وسمح له بالرجوع فرجع الى بلدة ضرما والزم فيها بقضاها واستمر فيها حتى وفاة الإمام فيصل عام 1282هـ الزمه الإمام عبد الله الفيصل بقضاء الرياض فانتقل عام 1283هـ وقام بالعمل كما قام بالتدريس ونفع العامة والخاصة لأنه هو الأمام والواعظ والمدرس في جامع الرياض الكبير.

وكان في تعليمه خير وبركة لكثرة من انتفع به واخذ عنه ، وقل من سنسب الى العلم في وقته الا رحل اليه واخذ عنه واشتهر امره في الفقه حتى اقر له به ذو المعرفة والفضائل وكان سعة علمه واطلاعه في الفقه له اليد الطولى في الحديث والنحو وصنف في النحو كتاباً سماه الرحيق المسلوف في اختلاف الادواة والحروف على حروف المعجم انتهى فيه الى الضاد ومات قبل تصحيحه واتمامه وكتاب المنتقى في الحديث بيده وحفظه . ، ومع هذا فقد كان له نصيب وافر من التهجد والعبادة وحزب لازم من الأوراد والتلاوة لوم يزل مستمرا على ملازمته محافظا على عبادته حتى إنها صارت من سجيته وأم الناس في رمضان مع كبر سنه وهو بن ثمانين ولم يكتف بالتراويح في العشرين الأولى عن ورده في الليل بل كان يصليه على عادته وقد تخرج على يده أفواج بعد أفواج من العلماء الكبار كلهم يرجعون في تحصيل الفقه إلى فضل الله تعالى ثم إلى قراءتهم عليه.

فمن مشاهير من تخرج على يده العلامة الكبير الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف والشيخ محمد بن عبد اللطيف والشيخ إبراهيم بن عبد اللطيف والشيخ عبد الرحمن بن عبد اللطيف والشيخ عمر بن عبد اللطيف والشيخ حسين بن حسن والشيخ العلامة عبد الله بن حسن والشيخ حين بن عبد الله والشيخ صالح بن عبد العزيز والشيخ عبد الحميد بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب والشيخ عبد الله بن مسلم قاضي حائل والشيخ عبد العزيز بن حمد بن عتيق والشيخ عبد العزيز بن بشر والشيخ عبد الله عبد الله الحجازي والشيخ ناصر بن عبد العزيز راعي ملهم، والشيخ عبد الله السياري والشيخ عبد الله بن عبد العزيز العنقري قاضي سدير والشيخ عبد الله بن زاحم رئيس محكمة المدينة المنورة والشيخ محمد بن حمد بن فارس والشيخ مبارك بن باز المشهور – بأبي حسين – والشيخ عبد الله بن عتيق والشيخ عبد الله بن جريس والشيخ سعد الخرجي والشيخ صالح السالم آل بنيان وغيرهم من الخلائق الكثيرة ممن انتفع بعلمه واستفاد منه.

وقد وفد على محمد بن رشيد وجلس في حائل واخذ عنه الشيخ عبد العزيز بن صالح المرشدي أحد علماء حائل وقضاتها والشيخ محمد السالم والشيخ يعقوب

وكان مع علمه الواسع ومقامه الكبير متواضعا كريم الخلق كما أنه شديد في دينه صلب في عقيدته غيور على محارم الله تعالى عادل في أحكامه بعيد عن الشبهات، فكانت أرزاق القضاء والأمراء من الزكاة التي تجبى من البلدان في ذلك الوقت الضيق، أما هو فلم يقبلها ويأخذ رزقه من موارد أخرى من بيت المال لكون الزكاة لا تحل لآل محمد وهو هاشمي النسب.
وفاته رحمة الله :ـ

ولم يزل مقيما في الرياض حتى توفى فيه في شهر صفر عام 1333هـ ، ودفن في مقبرة العود وله من العمر ثلاث وثمانون سنة وخلف ثلاثة أبناء هم عبد الله وعمر وعلى وقد صار لوفاته أثر كبير وأسى عميق ، فرحمه الله تعالى.

أسرة آل محمود

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أحدثكم عن أسرة كريمة مباركة استقت العلم من نبعه الصافى كتاب الله و سنة نبيه
و أخرجت عددا من العلماء لهذه الأمة
هذه هى أسرة آل محمود



نسب الأسرة

يرتقي نسب أسرة آل محمود إلى الحسن المثنى بن الحسن السبط بن على بن ابي طالب رضي الله عنه
محمود بن منصور بن عبد القادر بن محمد بن علي بن حامد بن ياسين بن حمد بن ناصر بن عبد اللطيف بن الياس بن عبد الوهاب بن شيخ الدين بن عبد الرحمن بن شيخ الدين بن عبد الرزاق بن طاهر بن حسام الدين بن جلال الدين بن سلطان بن أحمد بن شهاب الدين بن رحمة الله بن فتخان بن عبد الله بن إبراهيم بن عيسى بن علي بن حسين بن موسى بن ميزان بن هارون بن خالد بن القاسم بن محمد بن الهادي يحي بن الحسين بن القاسم الرسي بن إبراهيم طباطبا بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم.

و هذا التسلسل مشهور و مضبوط عند آل حامد و آل محمود ، و هو منقول من الشجرة التي أعدها فضيلة الشيخ سعيد بن مفلح آل حامد ، القاضي في المحكمة العامة بالرياض . جزاه الله خيرا على هذا الجهد العظيم ، و جعله في ميزان أعماله .



من علماء الأسرة



- الشيخ محمد بن إبراهيم محمد بن إبراهيم آل محمود

- الشيخ عمر بن محمد بن ابراهيم بن محمد آل محمود

- الشيخ عبدالله بن زيد بن عبدالله بن محمد آل محمود

لقاء مع أم عبد الله زوجة الشيخ محمد بن صالح العثيمين





السّلام عليكم و رحمة الله و بركاته

هذا لقاء بين الأخت مَها بنت حسين و الغالية أم عبد الله حفظها الله زوجة سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تم نشره في مجلة " المتميّزة" عدد رقم 45 , رمضان 1427

والآن إلى إجابات ما تيسر من الأسئلة :

س 1 : هل يوجد تغير في همة الشيخ في العلم والدعوة والعبادة بين شبابه وشيخوخته رحمه الله ؟

ج : لم أجد أي نقص أو ضعف في همة الشيخ رحمه الله في العلم والدعوة والعبادة مع تقدمه في العمر ولكن على العكس فقد كانت مشاغله رحمه الله تزداد مع مرور الوقت كما هو الحال في عبادته ودعوته حتى أنه رحمه الله في شدة مرضه لم يفرط بلحظة واحدة دون ذكر أو عبادة أو تدريس أو توجيه .


..*..*..*. .*..
س 2 : أغرب ما رأيتي من الشيخ رحمه الله في حياته ؟

ج: لقد كانت حياته رحمه الله مثالاً يحتذى ومما يعجب له الإنسان صبره وهمته رحمه الله في طلب العلم ثم صبره وهمته في التعليم ونشر العلم الشرعي وكذلك فيه رحمه الله زهداً وورعاً ربما يستغربه من لا يعرف الشيخ رحمه الله عن قرب .
..

*..*..*. .*..
س 3 : كيف يتعامل الشيخ رحمه الله مع أولاده في حياتهم الخاصة ؟

ج: كان تعامله رحمه الله مع أبناءه وبناته ينقسم إلى مرحلتين الأولى مرحلة الطفولة والصبا وفيها يحرص رحمه الله على رعايتهم والقرب منهم ثم متابعة تحصيلهم العلمي بعد التحاقهم بالمدارس كما يحرص رحمه الله في هذه المرحلة على توجيههم وإرشادهم وغرس بعضاً من مبادئ الدين الإسلامي في نفوسهم فكان مثلاً يصطحب الأولاد معه إلى المسجد لأداء بعض الفروض وكان رحمه الله يشجعهم على صيام بعضاً من أيام رمضان دون أن يرى في ذلك مشقة عليهم بالإضافة إلى تشجيعهم على حفظ قصار السور ويكافئهم على ذلك .
أما المرحلة الثانية فهي مرحلة الشباب والنضج فكان رحمه الله في هذه المرحلة شديداً فيما يتعلق بتأدية الواجبات الدينية حريصاً على تأديبهم ومحاسبتهم في حالة التقصير وكان يتبع في ذلك التوجيه باللين وإذا تطلب الأمر أكثر من ذلك فإنه لا يتردد في اتخاذ ما يرى بأنه كافياً لتعديل الخطأ وتقويم الأبناء ، إضافة إلى ذلك كان رحمه الله يضع كامل ثقته في أبناءه ويترك لهم بعض الأمور ليتعودوا على الاعتماد على أنفسهم كما كان رحمه الله يحثهم دائماً على البر والصلة وكان يتفقدهم في ذلك .


..*..*..*. .*..
س 4: لماذا لم يكن الشيخ رحمه الله يحني لحيته ؟

ج: ربما لم يكن لديه الوقت لتعهد لحيته بالحناء وأظن أنني سمعته رحمه الله يقول مثل ذلك .


..*..*..*. .*..
س 5 : متى يشتد غضب الشيخ رحمه الله وكيف كان يتعامل مع غضبك ؟

ج: يشتد غضبه رحمه الله إذا انتهكت حرمات الله ، وكان يتعامل مع غضبي على أحد الأبناء مثلاً بتهدئتي وتقديم النصيحة للمخطئ وفي العموم كان الشيخ رحمه الله هادئاً لا يغضب بسرعة كما أنه رحمه الله إذا غضب فإنه سرعان ما يزول غضبه وهذه نعمة من الله سبحانه وتعالى كنت أغبطه عليها .


..*..*..*. .*..
س 6 : كيف كان يقوم الشيخ رحمه الله من نومه ؟ هل يضع منبهاً أم يطلب من أحد إيقاظه ؟

ج: كان رحمه الله يعتمد على الله ثمّ على المنبه وعلينا في إيقاظه وفي الغالب كان رحمه الله ينهض من نومه قبل المنبه وقبل أن أقوم بإيقاظه .


..*..*..*. .*..
س 7 : هل كان الشيخ رحمه الله يخرج مع العائلة للتنزه في الخارج ؟

ج: نعم كان للعائلة رحلة أسبوعية وهي يوم الجمعة بعد الصلاة حيث نخرج إلى منطقة برية قريبة ونتناول طعام الغداء وكان يستغل ذلك الوقت في مشاركة أبناءه في بعض المسابقات كالجري وحل الألغاز وكان يصطحب معه بندقية صغيرة حيث يتبارى مع أبناءه على الرماية وغير ذلك .


..*..*..*. .*..
س 8 : كيف كان صيام الشيخ رحمه الله طوال العام ؟

ج: كان الشيخ رحمه الله طوال عمره يداوم على صيام ثلاثة أيام من كل شهر وست من شوال وعشر ذي الحجة ويوم عاشوراء.


..*..*..*. .*..
س 9 : لماذا كان الشيخ رحمه الله لا يكلم النساء مباشرة في سؤال على الهاتف ؟

ج: لا أدري ولكن ربما رحمه الله أنه رأى من غير المصلحة أن يظهر صوت المرأة السائلة ، أما النساء التي تطلب الفتوى بالهاتف الخاص فكان رحمه الله يرد عليهن ويقضي حاجاتهن .


..*..*..*. .*..
س 10 : كيف كان الشيخ رحمه الله يختار أسماء أولاده ؟

ج: كان يختار بعض الأسماء مثل عبد الله وعبد الرحمن وكان يترك البقية شورى بيننا وكنا نختار الاسم ثم نعرضه عليه فيوافق أو يطلب اختيار اسم آخر.


..*..*..*. .*..
س 11 : ما هي الأشياء التي كانت تفرح الشيخ رحمه الله ؟

ج: مما لا شك فيه أن الشيخ رحمه الله كان يزداد سعادة عندما يرى عزاً للإسلام والمسلمين أما سعادته في منزله فكانت تتجلى في جلساته مع أبناءه كباراً وصغاراً وبعد ذلك كنت تلحظ علامة السعادة والفرح عند استقباله لأحفاده فكان رحمه الله يفتح بشته ثم يدخلهم ويبدأ بالسؤال عنهم ثم يفتح بشته ويكرر ذلك عدة مرات بعدها يأخذهم إلى مكتبته وكان يحتفظ بها بنوع معين من الحلوى كنا نحرص على ألا يجدوه إلا عنده رحمه الله فيعطيهم منها وكانوا يسمونها حلاوة أبوي كما كان رحمه الله برغم مشاغله يعودهم في منازلهم إذا سمع بمرض أحدهم وكذلك يذهب لزيارتهم في المستشفى إن كانوا هناك وكان لذلك أكبر الأثر في نفوس الأحفاد وآبائهم وأمهاتهم .


..*..*..*. .*..
س 12 : كم عدد أبناء الشيخ رحمه الله الذكور والإناث ؟

ج: عدد الذكور من أبناء الشيخ رحمه الله خمسة .
عدد الإناث من أبناء الشيخ رحمه الله ثلاث .


..*..*..*. .*..
س 13 : مَن أقرب أبناء الشيخ رحمه الله إلى قلبه من الأبناء والبنات ؟

ج: كان رحمه الله يقوم بتربية أبناءه على العدل في كل شيء كبير الأمور وصغيرها وإذا كان يرى تميزاً في أحد أبناءه عن البقية فإنه لا يمكن أن يصرح بذلك لأن من غير العدل الذي يحرص رحمه الله على توخيه في أمور أبسط من ذلك فما بالكم في ذلك.


..*..*..*. .*..
س 14 : مَن أشد أبناءه تأثراً بفقده ؟

ج: كلهم كانوا متأثرين والحقيقة أنني كنت أشعر بأننا لسنا الوحيدين الذين فقدناه ولكن كان رحمه الله والداً للجميع فكان فقده صدمة للمسلمين في كل أنحاء الأرض.


..*..*..*. .*..
س 15 : مَن أصغر أبناءه وكم عمره ؟

ج: أصغرهم بنت عمرها 21 سنة .


..*..*..*. .*..
س 16 : سؤال عن خطوات الشيخ في بداية مشواره في طلب العلم ودور أمنا الغالية في مساعدته ؟

ج: كان الشيخ رحمه الله تعالى قد تولى التدريس في الجامع الكبير بعنيزة خلفاً لشيخه عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمهما الله تعالى قبل اقتراني به ولكن ما زال رغم ذلك يعتبر نفسه في مرحلة طلب العلم أما مساعدتي له فكانت في عدم إشغاله عن التفرغ لطلب العلم ونشره حيث أقوم على خدمته وتوفير كل ما يحتاجه ويعينه على طلب العلم وكذلك متابعة الأبناء والقيام عليهم إلا فيما يتعلق بالأشياء التي تتطلب إخباره عنها ليتدخل في التوجيه والحل .


..*..*..*. .*..
س 17 : كيف كان رحمه الله يوفق بين الدعوة التي أخذت جل وقته وبين مسؤلياته والتزاماته الأسرية والاجتماعية ؟

ج: كان رحمه الله ينظم وقته ويهتم بذلك كثيراً فلتدريس والفتوى والدعوة وقت وللعبادة أوقات وللأسرة والأبناء وقت وكذلك للالتزامات العائلية وصلة الرحم أيضاً وقت وكان رحمه الله عندما لا يستطيع الوفاء بالالتزاما ت الأسرية حضورياً كان يحرص على المشاركة حتى ولو هاتفياً .


..*..*..*. .*..
س 18 : ما كانت سياسة الشيخ رحمه الله التربوية في تعليم وتوجيه أبناءه ؟

ج: نظرته وسياسته في تربية أبناءه سبق التطرق لها أما ما يتعلق بالتعليم فكان رحمه الله لا يجبر أبناؤه على تخصصات بعينها بل كان يستشيرهم بذلك وما أدل على ذلك من كون أبناءه قد تخرجوا من كليات مختلفة منها الكليات العلمية والكليات الشرعية والكليات العسكرية.


..*..*..*. .*..
س 19 : بحكم عمل الشيخ وارتباطاته فإنه لا بد أن يتغيب عن بيته وأسرته فما دوركم حفظكم الله في هذا الأمر وكيف كنت تغطين فراغ الشيخ رحمه الله في حياة أبناءه ؟
ج: حتى لو تغيب رحمه الله عن المنزل سواءً في ارتباطاته العلمية والتدريسية داخل عنيزة أو إذا كان مسافراً كان رحمه الله متابعاً لأبنائه حتى ولو لم يكن موجوداً بالمنزل وذلك بالسؤال عنهم هاتفياً وكذلك بتفقدهم عند عودته ودوري لا يذكر فقد كان حسه معنا دائماً وفي العموم كنت أشعر الأبناء بأن والدهم مسؤولياته كبيره وأعمال كثيرة وأصبرهم بذلك وكان رحمه الله يعوضهم عن ذلك حال عودته.


..*..*..*. .*..
س 20 : كيف كان الشيخ رحمه الله يتعبد في بيته ؟
ج: كان يحرص رحمه الله على تأدية السنن الرواتب في المنزل إلا في حدود ضيقة وكان رحمه الله تعالى يقوم آخر الليل ليصلي ما تيسر ثم يوتر قبل الفجر إضافة إلى الذكر والاستغفار الذي لا ينقطع .


..*..*..*. .*..
س 21 : كيف كان برنامج الشيخ اليومي ومتى كان وقت نومه رحمه الله واستيقاظه ، وقت الغداء ، وقت العشاء ، وقت الفطور ؟

ج: ينهض الشيخ رحمه الله من نومه آخر الليل فيصلي ما شاء الله ثم يوتر قبل أذان الفجر وبعد الأذان يصلي راتبة الفجر ويوقظ أهل بيته لأداء الصلاة ثم يذهب لأداء صلاة الفجر وبعدها يعود ثم يبقى في فناء المنزل لقراءة أوراده وما تيسر من القرآن الكريم حتى قرب طلوع الشمس بعدها يخلد للنوم حتى حوالي الثامنة صباحاً وذلك في الأيام التي لا يكون مرتبطاً بها في التدريس بالجامعة بعدها يتناول طعام الإفطار ويبدأ بإنهاء أعماله وقراءاته ومطالعاته في مكتبته بالمنزل يتخلل ذلك أداءه رحمه الله لسنة الضحى حتى أذان الظهر وبعد أداء صلاة الظهر يعود للمنزل لتناول طعام الغداء مع الأبناء في الواحدة والنصف ويتلقى مكالمات الهاتف ويرد على أسئلة المتصلين حتى قبل العصر بحوالي عشرين دقيقة بعدها يخلد للراحة لمدة ربع ساعة أو ربما أقل من ذلك حتى أذان صلاة العصر فيذهب للصلاة ويبقى بالجامع لقضاء حاجات الناس الذين يتوافدون للجامع لمعرفتهم أن الشيخ رحمه الله يبقى بعد صلاة العصر للنظر في حاجاتهم وفتاواهم ثم يعود قبل المغرب إلى مكتبته للمطالعة حتى المغرب ليخرج بعدها للصلاة ثم يجلس للدرس اليومي بجامعه رحمه الله حتى بعد العشاء يعود بعدها غالباً للمنزل فيتناول عشاءً خفيفاً ثم يعود للمكتبة وفي بعض الأحيان يكون مرتبطاً بإلقاء محاضرات عبر الهاتف إلى مناطق خارج المملكة وهذا البرنامج هو السائد طوال العام إلا أنه يختلف في المواسم مثل رمضان أو الحج وكذلك في الأجازات الصيفية كما أن للشيخ رحمه الله ارتباطات ليست يومية وإنما لقاءات أسبوعية وهي إما أن تكون في المنزل أو خارجه مثل لقاءاته رحمه الله كل ليلة أربعاء في المنزل مع القضاة وكذلك له لقاءات مع الخطباء وأساتذة الجامعة ورجال الحسبة وغير ذلك حتى الحادية عشر أو الثانية عشر ثم يخلد بعدها للنوم .


..*..*..*. .*..
س 22 : ما هو برنامج الشيخ رحمه الله في رمضان خاصة بعد الفطور ؟

ج: الشيخ رحمه الله في رمضان له برنامج مختلف حيث يقضي معظم الوقت في الجامع لقراءة القرآن الكريم وقضاء حوائج الناس وكان رحمه الله يستقبل الفقراء وبعض طلبة العلم طوال الشهر الكريم في المنزل يتناول معهم طعام الإفطار وبعد صلاة المغرب يعودون لتناول طعام العشاء وكان يستغل ذلك الوقت للرد على الفتاوى عبر الهاتف وكذلك يحضر إلى المنزل الكثير من الناس إما للسلام على الشيخ رحمه الله أو لطلب الفتوى .


..*..*..*. .*..
س 23 : أين يحب أن يقضي الشيخ رحمه الله وقت الراحة ؟
ج: ليس للشيخ رحمه الله وقت للراحة بالمعنى المعروف فالشيخ رحمه الله طوال وقته مشغول حتى أنه إذا أراد الجلوس معنا في بعض الأوقات فإن الهاتف يأخذه ويقتطع من وقته جزءاً طويلاً فكان رحمه الله راحته في نشر العلم وقضاء حوائج الناس والفتوى .


..*..*..*. .*..
س 24 : كم ساعة كان ينام الشيخ رحمه الله ؟
ج: كان نومه المتصل لا يتعدى ثلاث إلى أربع ساعات ومجموع ساعات نومه رحمه الله لا تتعدى ست ساعات يومياً .


..*..*..*. .*..
س 25 : مَن مِن طلاب الشيخ رحمه الله كان يثني عليه ويديم ذكره ويسعد بزيارته ؟
ج: كان ينظر رحمه الله إلى طلابه وكأنهم أبناؤه وكان لا يخص أحدهم بالثناء وإنما يرى أنهم سواسية كما كان رحمه الله يستقبلهم في منزله ويشاركهم في مناسباتهم ويعينهم ويدعمهم عند الحاجة كما كان رحمه الله يشاركهم في رحلات واجتماعات دورية .


..*..*..*. .*..
س 26 : كيف كانت أسرة الشيخ رحمه الله تتعامل مع زهد الشيخ وورعه ؟
ج: كنا نرى أنه رحمه الله قدوة في كل شيء وكنا نكبر زهده وورعه بل كان ذلك مما يبعث فينا الراحة والطمأنينة حيث أنه رحمه الله لا يحب التكلف ولا يريد من حوله أن يكونوا متكلفين بل كان بسيطاً يحب اليسر في كل أموره .


..*..*..*. .*..
س 27 : هل بكى الشيخ رحمه الله عند وفاة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ؟
ج: كان تأثره كبيراً عند وفاة شيخه عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى وقد لمس جميع من حوله من الناس مدى تأثره رحمهما الله وجمعنا بهم في جنات النعيم .


..*..*..*. .*..
س 28 : هل سافر الشيخ يوماً لغير العلم وإلى أين ؟
ج: لا لم يسافر أي سفر لغير العلم فكان مثلاً يسافر إلى مكة المكرمة للعمرة ثم تجده يحدد مواعيد للدروس بالحرم ويسافر مثلاً للرياض أو الطائف لحضور اجتماع هيئة كبار العلماء ثم تجده يحدد مواعيد للدروس في أحد المساجد ومواعيد للمحاضرات وهكذا .


..*..*..*. .*..
س 29 : ما هي مظاهر كرم الشيخ رحمه الله مع المحتاجين ؟
ج: كنا نلمس اهتمامه رحمه الله بالمحتاجين سواءً البعيدين أو القريبين فكان مثلاً يتفقد المحتاجين من أسرته وأقاربه ويساعدهم ويقضي حاجاتهم كما كان رحمه الله يهتم كثيرا بجيرانه من ذو الحاجات فكان يساعدهم بكل ما يحتاجونه بل يزورهم ويواسيهم في همومهم ويشاركهم في مناسباتهم وأفراحهم .


..*..*..*. .*..
س 30 : ما تعلمت من الشيخ رحمه الله ؟ وهل تعلمت أمور الفتوى ؟ هل أفتيتي في يوماً ما ؟
ج: تعلمت من الشيخ رحمه الله كل شيء يتعلق بأمور الحياة سواءً من الناحية الاجتماعية أو الشرعية، أما أمور الفتوى فلم أكن أتجرأ على ذلك ولكن كنت أعرض ما أتلقاه من أسئلة عليه رحمه الله ثم انقل فتاواه وإجاباته إلى السائلين .


..*..*..*. .*..
س 31 : قبل وفاته رحمه الله بماذا أوصى أحبته وأهل بيته ؟
ج: الشيخ رحمه الله لم يوص قبل وفاته مباشرة ولكن كان رحمه الله طوال حياتنا معه وطوال حياته رحمه الله مع الناس كان يوصيهم ويوجههم إلى ما ينفعهم في دينهم ودنياهم .


..*..*..*. .*..
س 32 : نريد منك نصيحة لزوجات الدعاة وطلاب العلم ؟
ج: أن يحفظن أزواجهن في السر والعلن وأن يعملن على تهيئة الظروف المناسبة لمواصلة أزواجهن أداء واجباتهم الدعوية والعلمية ، كما أحثهن بأن لا يجزعن من كثرة انشغال أزواجهن بالرحلات والمطالعة والقراءة وغير ذلك من أمور الدعوة لأنهن بإذن الله تعالى مشتركات في الأجر ومن جهز غازياً فقد غزا .


..*..*..*. .*..
س 33 : موقف طريف للشيخ رحمه الله مع أبناءه أو جيرانه ؟
ج: كان الشيخ رحمه الله بسيطاً مع أبناءه وجيرانه وجميع المحيطين به ومن الأشياء الجميلة والطريفة أن الشيخ كان رحمه الله يقوم بتسجيل أناشيد وتلاوات قصيرة لأبنائه وربما يكون معهم أحد أبناء الجيران على شريط كاسيت وكان رحمه الله يعيدها عليهم في جلساته معهم بعد أن يكبروا حتى أننا نحتفظ بهذه التسجيلات حتى الآن .


..*..*..*. .*..
س 34 : ما هو دأب الشيخ رحمه الله في استقبال ضيوفه ؟
ج كان رحمه الله يستقبل ضيوفه بكل ترحيب وبساطة فكان لا يتكلف لهم ولا يشعرهم بأنهم ضيوف وقل ما يمر يوماً دون أن يصطحب معه رحمه الله ضيوفاً إما للغداء أو للعشاء أو بين ذلك وكنا نفرح بضيوفه ونكرمهم .


..*..*..*. .*..
س 35 : ما هي نصيحتك لمن يعيثون في الأرض فساداً في مملكتنا الغالية ؟
ج: نسأل الله تعالى أن يحمي بلادنا وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان وقد كان الشيخ رحمه الله يردد بأنه لا يعلم على وجه الأرض بلداً تطبق الشريعة وتلتزم بالعقيدة الصحيحة مثل هذه البلاد كما كان رحمه الله يحث على معالجة الأمور بالحكمة والموعظة الحسنة واللين دون العنف وما كان اللين في شيء إلا زانه ولا نزع من شيء إلا شانه .


..*..*..*. .*..
س 36 : طلب من الشيخ رحمه الله تعجبت منه وترددت في تنفيذه ؟
ج: قد يخفى على الجميع أنني كنت لا أحسن القراءة والكتابة بمعنى أنني لم أتلق تعليماً من أي نوع وبعد اقتراني بالشيخ رحمه الله كنت مهمومة ومنشغلة بخدمته وتوفير البيئة المناسبة والمريحة له لينطلق رحمه الله في طلب العلم والتعليم وبعد إنجاب أبنائنا انشغلت وتفرغت لتربيتهم إضافة إلى معاونتي ومعاضدتي للشيخ رحمه الله في حياته العلمية والعملية وبعد أن كبر الأولاد وبدأت أشغالي ومسئولياتي تقل نوعاً ما تفاجأت بأن الشيخ رحمه الله بدأ يشجعني ويحثني على الالتحاق بمدارس الكبيرات وقد ترددت في البداية ولكن ما لبثت أن قررت الالتحاق بالمدرسة وقد كان رحمه الله طوال فترة دراستي يتابع مستوى تحصيلي بل كان لا يرضى أن يوقع على كشف النتائج الخاص بي أحد من أبنائي بل يقول أنا من يوقع كل ما يخصك من الشؤون المدرسية وقد كانت فترة الدراسة فترة لا تنسى فيها من المواقف الرائعة والفوائد الجمة ما لا يمكن حصره .


..*..*..*. .*..
س 37 : ما نوع الهدايا التي يقدمها رحمه الله لك ولأبنائه والناس ؟
ج: طوال عمره رحمه الله لم يبخل على قريب ولا بعيد بكل ما يستطيع ولكن أعز الهدايا التي يقدمها لنا هي دعواته رحمه الله لي ولأبنائي التي أسأل الله تعالى أن يتقبلها ويكتبها في ميزان حسناته وأن يرزقني وأبناءه رحمه الله بره بعد وفاته إنه سميع مجيب .


..*..*..*. .*..
س 38 : سؤال من د. يوسف السعيد : هل كان الشيخ رحمه الله ينقل لك ما يحدث في المسجد من أحداث ظريفة ؟
ج: كان يذكر رحمه الله تعالى دائماً بعض المواقف التي يرى أنه من الملائم ذكرها لنا أما قصة الابن د.يوسف فربما أنه ذكرها لكن طول المدة وتقادم الوقت أدى إلى نسيانها .


..*..*..*. .*..
س 39 : الشيخ رحمه الله حينما كان يسافر للدعوة كيف تتعاملين معه ؟
ج: كنت أحثه وأشجعه وأسهل عليه وأوفر له ما يحتاجه وفي العموم كانت سفراته رحمه الله قليلة وكنت أرافقه في معظم رحلاته وسفراته ، أما السفر إلى خارج المملكة فلم يسافر رحمه الله إلا مرة واحدة وهي رحلته العلاجية إلى أمريكا والتي لم تستغرق إلا حوالي عشرة أيام وكنت أرافقه فيها.


..*..*..*. .*..
س 40 : ما هو تعامل الشيخ رحمه الله مع الانترنت في أول دخول لها بالمملكة ؟
ج: كان من المبادرين إلى الاستفادة من هذه الخدمة وتسخيرها لخدمة العلم الشرعي ونشره وما أدل على ذلك من عمله رحمه الله على إنشاء موقع له على الإنترنت يحوي جميع نتاجه العلمي والذي قامت ولله الحمد مؤسسته الخيرية بعد وفاته رحمه الله بتطويره والإشراف عليه .
.

.*..*..*. .*..
س 41 : متى اشترى الشيخ رحمه الله جهاز الرد الآلي ؟
ج: من الأشياء التي تخفى عن الكثيرين أن الشيخ رحمه الله كان مهتماً بكل ما يتعلق بالأجهزة والألكترون يات الحديثة بل أن هناك من يزوده بكل ما يستجد حتى أنك تجد عند الشيخ رحمه الله بعض الأجهزة التي ربما لم تنتشر في الأسواق ومن أمثلة هذه الأشياء ما يتعلق بالساعات الألكتروني ة وأجهزة تحديد القبلة وأجهزة التسجيل والهواتف المثبتة والنقالة وأجهزة تخزين المعلومات الصوتية وأجهزة الرد الآلي على الهاتف وغيرها وبناءً على ذلك فقد كان الشيخ رحمه الله من المبادرين لاقتناء جهاز الرد الآلي أول ما نزل إلى أسواق المملكة وكان رحمه الله يحتاجه كثيراً وكان يبرمجه ويسجل عليه الرسائل بنفسه خاصة في حالة سفره حيث يقوم بتغيير الرسائل المسجلة من أماكن إقامته وكان مرجعاً لنا في مثل هذه الأمور .


..*..*..*. .*..
س 42 : هل يشتري الشيخ رحمه الله الجرائد ؟ وكيف يعرف الشيخ الأخبار المحلية والعالمية ؟
ج: كانت تأتي إلى المنزل إحدى الجرائد المحلية بصورة إهداء وهي جريدة الجزيرة وكان رحمه الله يطلع عليها ويتصفحها إذا سمح وقته بذلك وربما طلب منا قص بعض المقالات أو الأخبار المهمة لأنه رحمه الله يحتفظ ببعض منها، كما كان يتزود بالأخبار عن طريق المذياع وخاصة في وقت الإفطار في الثامنة أو السابعة صباحاً حيث يستمع على إذاعة القرآن الكريم وإذاعة لندن كما كان يطيل الاستماع إلى التقارير الإذاعية في حالة وجود أخبار أو أحداث هامة .


..*..*..*. .*..
س 43 : كم عرض على الشيخ رحمه الله الانتقال للرياض ؟
ج: عرض عليه رحمه الله الانتقال من عنيزة عدة مرات فقد عرض عليه الانتقال إلى المدينة المنورة وإلى مكة المكرمة وإلى الرياض كما عين رحمه الله قاضياً في الإحساء ولكن رحمه الله كان يرى بأن بقاءه في عنيزة فيه مصلحة أكبر ولذلك رفض جميع هذه العروض .


..*..*..*. .*..
س 44 : حين زيارة الملك فيصل والملك خالد والملك فهد رحمهم الله وغيرهم من الأمراء ماذا كان الشيخ رحمه الله يقدم لهم ؟
ج: زار الشيخ رحمه الله في منزله الطيني بعنيزة كل من الملك سعود والملك خالد والملك فهد رحمهم الله جميعاً وكانوا غفر الله لهم يعجبون من بساطة مسكنه وورعه وزهده في هذه الدنيا .


..*..*..*. .*..
س 45 : هل اقترح أحد على الشيخ رحمه الله تركيب جهاز للصدى في مسجده وهل ركب الجهاز في المسجد ؟
ج: كان الشيخ رحمه الله لا يرى ذلك .


..*..*..*. .*..
س 46 : هل كان الشيخ رحمه الله متزوجا من غيرك ؟ وكم زوجة كان متزوجاً ؟
ج: لا لم يكن الشيخ رحمه الله متزوجاً من غيري فقد تزوج الشيخ رحمه الله تعالى زوجتين توفيت عنه الأولى ثم تزوج من الثانية ولكن لم يرد الله سبحانه وتعالى أن يدوم ذلك الزواج .


..*..*..*. .*..
س 47 : نريد منك نصيحة للرجال من لديهم أكثر من زوجة ؟
ج: العدل .. العدل .. العدل .


..*..*..*. .*..
س 48 : لو طلبت من الوالد رحمه الله أن ينصحني فبماذا تتوقعين أن يوجه نصحه لي كفتاة ؟
ج: ينصحك كما ينصح بناته وجميع بنات المسلمين بتقوى الله عز وجل في السر والعلن وطاعة وبر الوالدين وصلة الرحم وحفظ الزوج واتقاء الله سبحانه وتعالى في تربية الأبناء تربية إسلامية صحيحة مبنية على اللين والرفق .

..*..*..*. .*..
س 49 : كيف تلقى الشيخ رحمه الله خبر إصابته بالمرض وكيف أخبركم بذلك ؟
ج: تلقى رحمه الله خبر إصابته بالمرض بالصبر والاحتساب حتى أنه رحمه الله حمل هم تلقينا نحن للخبر وقد ذكر لي أحد أبنائي بعد ذلك بأن الوالد رحمه الله طلب منهم عدم ذكر شيء لوالدتكم وأخواتكم واتركوا ذلك لي ، وقد قام رحمه الله بنقل الخبر لنا بالتدريج نسأل الله تعالى أن يغفر له ويسكنه فسيح جناته .


..*..*..*. .*..
س 50 : هل كان الشيخ رحمه الله يحدثكم عن المجاهدين في الشيشان وغيرها خصوصاً أنه بلغنا أنه كان حريصاً على أخبارهم بل وإفتائهم ؟
ج: كان يحرص رحمه الله على متابعة أحوال المسلمين في كل مكان في فلسطين وفي الجزائر وأفغانستان والشيشان .


..*..*..*. .*..
س 51 : يا ليت تعطينا كم موقف مر فيها الشيخ رحمه الله أثناء الدعوة ؟
ج: المواقف كثيرة وقد أوردها الكثير من الذين كتبوا عن الشيخ رحمه الله بعد وفاته.


..*..*..*. .*..
س 52 : علمنا أن الشيخ رحمه الله في مرضه كان يرفض أن يطلق على المرض بالخبيث وكان يسميه الخطير.. هلا حدثتنا عن هذه النقطة وعن صور صبره رحمه الله ؟
ج: لم يكن ذلك بعد مرضه فقط بل كان هذا رأيه رحمه الله من قبل ذلك وكأنه رحمه الله يكره كلمة خبيث، أما صور صبره رحمه الله فقد تجلت أثناء مرضه فقد كنت أعلم أنه يعاني من ألم شديد وقد كان الألم يوقظه من نومه عدة مرات في الليل ولكنه عندما يسأل عن الألم كان يرد بوجود ألم ولكنه يضيف بأنني أقول ذلك من باب الإخبار وليس من باب الشكوى لأنه رحمه الله يعرف جزاء الصابرين .


انتهى بحمد الله
و رحم الله فقيه الزّمان محّمد بن صالح العثيمين رحمة واسعة و أسكنه فسيح الجنان

الطفيليون الجدد

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

ربما قرأ أغلبنا أو سمع عن أشعب الطفيلي و نوادره , و أشعب الطفيلي ما سمى بذلك إلا لتطفله على موائد الملوك و الأمراء بل و الفقراء , و من طرف نوادره أنه يروى عنه أنه اجتمع حشد من الناس عند رجل من المدينةعلى مادبة غداء, فظهر لهم اشعب من بعيد.
وكان على المائدة عدد من الحيتان (نوع من انواع السمك), فما كان منهم الا اخذوا الحيتان الكبيرة في قصعة (حله) ووضعوها في ركن البيت, خوفا من هجوم اشعب. وعندما جلس اشعب على المائدة سالوه عن رايه في الحيتان!
فاجاب بانه غاضب منها وحانق عليها, حيث ان اباه كان في البحر ذات يوم فمات واكلته الحيتان!
فطلبوا منه ان ياخذ بثار ابيه من الحيتان الموجودة على المائدة... فاخذ اشعب احد الحيتان الصغيرة ووضعه عند اذنه ثم نظر الى القصعة البعيدة, قائلا: هل تعلمون ما يقوله الحوت الصغير؟ فقالوا:لا , قال: انه يخبرني بعدم رؤيته لأبي حيث لم يكن قد ولد بعد وان زملائة الكبار الموجودين في ركن البيت هم المسئولون عما حدث لأبي!!
و قد كان هذا الخلق مذموما من قبل العرب المعروفين بالكرامة و الكرم و العلو عن الأدناس و دنئ الأخلاق , و هذا ليس موضوعنا , فإن ما أحدثكم عنه هم الطفيليون الجدد الذين شابهوا أشعب و لكن فى تطفلهم على موائد أهل العلم و الفتيا .
و كما ذكرنا أن التطفل كان من الأخلاق المذمومة عند العرب المشهورين بحسن الخلق و الكرامة , و لكن لما دار الزمان و تغيرت طباع الناس للسئ و تناسوا أخلاقهم الإسلامية: صار عندهم حسنا ما ليس بالحسن .
و فى يوم من الأيام نمت و أنا مهموم مشغول البال على الناس الذين لا يرون الصحيح من السقيم و يبعون أقوال كل ناعق فبدا لى و أنا ين اليوم و اليقظة أننى أكتب مقالا بهذا العنوان , فما كان منى إلا أن انتفضت من سباتى و فزعت إلى مكتبى مهرولا لألتقط قلمى و أسطر به تلك السطور المتواضعة لعل الله يوقظ بها قلبا غافلا لاهيا .

من هم الطفيليون الجدد ؟ إنهم طائفة من المتعالمين المتطفلين على موائد اهل العلم و الفتيا , رأوا أنفسهم علماء كبارا و غرهم جهلهم فأفتوا الناس بجهل فضلوا و أضلوا , فترى منهم من يأتى بعجيب الرأى مما يخالف إجماع العلماء العاملين أهل الفضل و الدين , و تطاولوا على العلماء فوصفوهم بالجهال و بأصحاب العقول المنغلقة و أنهم من عينة فقهاء الموءودة و المنخنقة و المتردية و النطيحة , و منهم من وضع نفسه فى مصاف الإمام ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى و قال لا يلزمنى رأيه ثم قال – و بئس ما قال - :" إن كان هو ابن حجر فأنا ابن زلط " .و من درر أقوال العلماء ما قاله حافظ الشام ابن عساكر رحمه الله تعالى : " لحوم العلماء مسمومة و عادة الله فى هتك أستار منتهكيهم معلومة " , و كذا قال أحدهم : " لحوم العلماء سمومة , م نشمها مرض و من أكلها مات " , فليبك هؤلاء على موت قلوبهم جزاء افترائهم على العلماء العاملين حملة لواء الدين و جنوده المخلصين .
و قد أخبر رسولنا الكريم صلوات ربى و سلامه عليه عن هؤلاء فقال :" إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رءوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا ".
يكمن داء هؤلاء الطفيليين منذ نشأتهم في "الهزيمة النفسية" التي لازمتهم عند احتكاك المسلمين في هذا العصر بالغرب المتفوق دنيوياً. فهذه الصدمة التي هزتهم أدت بهم إلى التنازل عن كثير من الحقائق الإسلامية التي ظنوها –لقصور عقولهم- تنافر تلك الحضارة الدنيوية. جاهلين أو متجاهلين أن الإسلام الصحيح لا يعارض أبدًا الحضارة الدنيوية النافعة، ومن ظن خلاف هذا فإنما أتي إما من جهله بالإسلام الصحيح الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، أو من ضعف عقله. وأيضاً من ظن هذا الظن السيئ بدين الله عز وجل فهو في الحقيقة -يطعن شاء أم أبى- في الإسلام وفي من ارتضاه ديناً خاتماً للأديان –سبحانه وتعالى-.
و من سمات منهج هؤلاء الطفيليين تقديس العقل لدرجة تقديمه على نصوص القرآن و السنة بزعم التناقض , و لو فطن هؤلاء و تنبهوا لعلموا أن العلة لا فى نصوص الكتاب و السنة بل فى عقولهم المريضة التى استحسنت القبيح فضلت , فكانوا كالمستجير من الرمضاء بالنار لا بالماء .
و من سماتهم أيضا تأويل و تحريف معانى آيات القرآن الكريم لتوافق هواهم و هوى جماهيرهم من الحمقى و المغفلين , و فى هؤلاء يصدق قول الله تعالى : " أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه و كيلا " , و قد قال الله عز و جل مخاطبا رسوله المنزه عن اتباع الهوى – صلى الله عليه و سلم - : " و لا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله " .
و من سمات منهجهم التنصل من أوامره صلى الله عليه و سلم بتقسيم سنته إلى تشريعية و غير تشريعية , فما أادوا التنصل منه نسبوه للسنة غير التشريعية , و ذلك راجع إلى اتباع الهوى .
و من سماتهم رد أحايث الآحاد فى العقيدة لينبذوا ما خالف عقولهم السقيمة , كذلك يردون الحدود الشرعية بدعوى أنها قديمة و لا تواكب روح العصر , فأسقطوا الجزية و حد الردة و عطلوا الكثير من الحدود الشرعية التى اعترض عليه أساتذتهم المستشرقين الطاعنين فى دين الله عز و جل, كذلك قالوا بعدم الجهاد وأنه للدفع فقط و ردوا جهاد الطلب , و لو آمن هؤلاء بعظمة الإسلام و إحكام أحكامه لأحنوارؤوسهم له و أذعنوا لأحكامه , و لكنهم قلوبهم عليها غشاوة أعمتهم عن إبصار الحق و يصدق فيهم قوله تعالى : " كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون " .
و الناظر فى أحوال هؤلاء الطفيليين يجدهم أهل فسق و مجون , و الجالس معهم لا يجد فرقا بينهم و بين أهل الفن و المغنى فكلهم سائرون فى مضمار حب الشهرة و الأضواء , فتراهم يسمعون المعازف و يلتذون بها , و تراهم لا يقومون بالليل و لا يصومون بالنهار و لا يتصدقون , و ذلك أنهم رأوا أن كل هذا لايلزمهم فقد لبس عليهم الشيطان و غرهم جهلهم فظنوا أنهم فى أعلى الدرجات و أنهم سيزاحمون الأنبياء و الصالحين و الشهداء فى جنات الرضوان , فأدى بهم جهلهم إلى ترك الخير و التمادى فى الغي .
و أغلب هؤلاء الجهال يدعى التجديد فى الدين و يظن فى نفسه مجدد الزمان , و قد قال سماهم أحد النجباء متندرا (بالمجددينات) فلما سأله أحد إخوانه عن هذا و قال له إن هذا ليس بجمع مؤنث سالم و لا مذكر سالم , فرد عليه قائلا : " بل هو جمع مخنث سالم ! " . و قد صدق فما أحوج لغتنا العربية لهذا الجمع فى وقتنا هذا .
إن أمثال هؤلاء من أتباع الغرب و الطاعنين فى الدين هم سبب نكبة الأمة و ذلك بدعوتهم الناس إلى موالاة الكافرين و اتخاذعم إخوانا فى الإنسانية و عدم كرههم و ترديدهم عبارة (الدين لله و الوطن للجميع), و هم سبب النكبة برد الحدود و تعطيل الشريعة , فالأمة و إن كانت نكبتها بخسارة شبر من أرضها يقع فى أيدى العدو , إلا إن الخسارة الأعظم هى الطعن فى ثواب الدين و العقيدة . فالطعن فى الدين يؤدى إلى تذبذب فكرى حاد قاتل يكون المرء من خلاله تائها حائرا لا يفقه شيئا و لا يدرى أى شئ , و من هؤلاء ذلك الشاعر المأفون القائل :
جئت لا أعلم من أين و لكنى أتيت
و أبصرت قدامى طريقا فمشيت
فهؤلاء الحيارى هم سبب النكبة و الشقاق بين أفراد الأمة بحيدهم عن جادة الحق و الصواب , و لو كان يفقه هؤلاء لعلموا أن السلامة فى اتباع الكتاب و السنة , فقد وصانا رسولنا صلى الله عليه و سلم قائلا : " تركنت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدى أبدا : كتاب الله و سنتى ".
و قد رأيت أن أحذر من هؤلاء لما رأيت الاغترار و الإعجايب بهم من أكثر أهل زماننا , فقد أسقط هؤلاء كثيرا من قيود الشريعة الرامية إلى حفظ المجتمع و صيانته فسهلوا على ذوى النفوس الضعيفة أمورهم فأعجبوا بهم , و قد رأيت من هؤلاء من قد خرج على شاشة العجل الفضي -أعنى التلفاز – و قد جلس بثقة و تحدث بكلام حلو معسول يخدع الحمقى و المغفلين , ثم رأيته يسقط الفروض فيقول إن الحجاب ليس بفرض و أن المرأة العارية على الشواطئ التى تكشف عن جسدها إلا القليل هى أشرف من المرأة المنتقبة , و رأيت من يضرب بالنصوص الصحيحة عرض الحائط فيحل ما حرم الله من الغناء و الموسيقى متبعا هواه , و رأينا من يتهكم على الفقهاء واصفا إياهم بأنهم فقهاء العصور الوسطى و فقهاء الطهارة و غير ذلك , و رأينا من مادى فى الباطل و ظن نفسه أعلم أهل الأرض فأفتى بعدم جواز دعوة الكفار إلى الإسلام و عدها من المعاصى !
فالحذر و الحيطة من هؤلاء الجهال الذين يلبسون على الناس أمر دينهم و يضلون الناس بجهل , و أختم بقول رسول الله صلى الله عليه و سلم : " فإنه من سيعش منكم بعدى فسيرى اختلافا كثيرا , فعليكم بسنتى و سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدى عضوا عليها بالنواجذ و إياكم و محدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة فى النار " .

كذبة إبريل


846.gif
842.gif
830.gif




الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم مالك يوم الدين و العاقبة للمتقين و لا عدوان إلا على الظالمين , و صل اللهم على سيدنا محمد و أزواجه أمهات المؤمنين , و على أهل بيته و صحابته و ذريته و من سار على نهجه أجمعين ....

أما بعد ....
من محاسن الشريعة الإسلامية تحريم الكذب لما فيه من مضار و مفاسد على الفرد و المجتمع ,
فقد قال الله عز و جل : " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و كونوا مع الصادقين " , و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :" إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن العبد ليتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صدّيقا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن العبد ليتحرى الكذب حتى يكتب كذاباً".
و قال الله تعالى: {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلئِكَ هُمُ الْكَاذِبُون} [النحل:105]. و إن الكذب داء عظيم إذ هو من قبائح الذنوب وفواحش العيوب وقد جعل من آيات النفاق وعلاماته إذ يقول النبي صلى الله عليه وسلم قال: "آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان" ، ويعد صاحبه مجانبا للأيمان ، ولقد كان أبغض خلق إلى الرسول صلى الله عليه وسلم الكذب .

و الكذب من الكبائر لا يجوز إلا فى حالات حددها الرسول صلى الله عليه و سلم و هى للإصلاح بين الناس و بين المرأة و زوجها و فى حلات الحرب .
و من عقوبات الكذب ما جاء فى حديث طويل و هو رؤيا رآها الرسول عليه الصلاة و السلام رواه سمرة بن جندب عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :" فانظلقنا فأتنيا على رجل مستلق لقفاه و إذا آخر قائم عليه بكلوب من حديد و إذا هو يأتى أحد شقى وجهه فيشرشر شدقه إلى قفاه و منخره إلى قفاه و عينه إلى قفاه ثم يتحول إلى الجانب الآخر حتى يصح ذلك الجانب كما كان فيعود عليه فيفعل مثل ما فعل فى المرة الأولى " و فى سياق الحديث :" و أما الرجل الذى اتيت عليه يشرشر شدقه إلى قفاه و منخره إلى قفاه و عينه إلى قفاه فإنه الرجل يغدو من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق , و فى رواية :" فيفعل به ذلك إلى يوم القيامة " .
و مما ابتليت به الأمة فى هذا الزمان تقليد الكافرين بجهل فى كل شاردة و واردة من سوء و شر , و هذا مما نهى عنه كما جاء فى آيات و أحاديث عدة , منها قوله تعالى : " و الذين آتيناهم الكتاب يفرحون بما أنزل إليك و من الأحزاب من ينكر بعضه قل إنما أمرت أن أعبد الله و لا أشرك به إليه أدعو و إليه مئاب . و كذلك أنزلنواه حكما عربيا و لئن اتبعت أهواءهم بعد ما جاءك من العلم مالك من الله من ولى و لا واق "
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى فى كتاب اقتضاء الصراط المستقيم ( ص- 23 طبعة دار العقيدة ) : " فالضمير فى ((أهوائهم )) يعود - و الله أعلم -إلى ما تقدم ذكره و هم الأحزاب الذين ينكرون بعضه فدخل فى ذلك كل من أنكر شيئا من القرآن : من يهودي و نصراني و غيرهما ..." إلى آخر كلامه رحمه الله تعالى .
و مما ابتليت به هذه الأمة فى زماننا مشابهة لأهل الكفر ما يسميه الناس بكذبة إبريل حيث يحللونها و يعتبرونها ضربا من (خفة الظل) و يقولون هى للترويح عن النفس و إلى غير لك .
و الحاصل أن هذا الفعل لا يجوز لأنه كذب و هو ما نهى عنه .

قال الشيخ عاصم بن عبدالله القريوتي :
" وبيان أصل هذه الكذبة يتضح بما يلي :
إن شهر إبريل (نيسان ) هو الشهر الرابع من السنة الإفرنجية وإبريل اسم مشتق من الأصل اللاتيني "ابريليس " APRILIS في التقويم الروماني القديم . وقد يكون مشتقا من الفعل الللاتيني " فتح " ARERIRE ...دلالة على ابتداء موسم الربيع ، وظهور البراعم وتفتح الأزهار .
وكان شهر ابريل هو مبتدأ للسنة بدلا من شهر يناير (كانون الثاني ) في فرنسا .
وفي عام 1654م أمر شار التاسع ملك فرنسا بجعل أول السنة يناير بدل ابريل .
وهناك تعليلات أخرى يعود بعضها إلى الإغريق لأن شهر ابريل يمثل مطلع الربيع فكان الرومان قد خصصوا اليوم الأول من شهر إبريل لاحتفالات "فينوس " وهي رمز الحب والجمال والمرح والضحك والسعادة عندهم . وقد كانت الأرامل والعذارى يجتمعن في روما وفي معبد فينوس ويكشفن لها عن عاهاتهم الجسمية والنفسية ، ويبتهلن إليها لتخفيها عن أنظار أزواجهن .
وأما الأقوام الساكسونية فكانت تحتفل في هذا الشهر بعيد آلهتهم "ايستر " وهي إحدى آلهتهم القديمة وهو الإسم الذي يطلق عليه الآن عيد الفصح عند النصارى في اللغة الانجليزية .
وبعد ما تقدم يظهر لنا ما لشهر ابريل من أهمية خاصة عند الاقوام الأوروبية في العصور القديمة .

وأما الأصل التاريخي لكذبة إبريل فلم يعرف أصل هذه الكذبة على وجه التحديد وهناك آراء بذلك , فذكر بعضهم أنها نشأت مع احتفالات الربيع ، عند تعادل الليل والنهار في 21آذار (مارس ) .
ويرى بعضهم أن هذه البدعة بدأت في فرنسا عام 1564م بعد فرض التقويم الجديد كما سبق ، إذ كان الشخص الذي يرفض بهذا التقويم الجديد يصبح في اليوم الأول من شهر ابريل ضحية لبعض الناس الذين كانوا يعرضونه لمواقف محرجة ، ويسخرون منه فيصبح محل سخرية للآخرين .
ويرى بعضهم أن هذه البدعة تمتد إلى عصور قديمة واحتفالات وثنية . لارتباطها بتاريخ معين في بداية فصل الربيع ، إذ هي بقايا طقوس وثنية .
ويقال أن الصيد في بعض البلاد يكون قليلاً في أول أيام الصيد في الغالب ، فكان هذا قاعدة لهذه الأكاذيب التي تختلق في أول شهر ابريل .

يطلق الإنجليز على اليوم الأول من شهر ابريل اسم "يوم جميع المغفلين والحمقى : ALL FOOLS DAY لما يفعلونه من أكاذيب حيث قد يصدقهم من يسمع فيصبح ضحية لذلك فيسخرون منه .

وأول كذبة ابريل ورد ذكرها في اللغة الإنجليزية في مجلة كانت تعرف بـ" مجلة دريك " DRAKES NEWSLETTERS ففي اليوم الثاني من ابريل عام 1698م ذكرت هذه المجلة أن عددا من الناس استلموا دعوة لمشاهدة عملية غسل الأسود في برج لندن في صباح اليوم الأول من شهر ابريل .

ومن أشهر ما حدث في أوروبا في أول ابريل أن جريدة " ايفننج ستار " الانجليزية أعلنت في 31مارس (آذار ) سنة 1846أن غدا- أول ابريل – سيقام معرض حمير عام في غرفة الزراعة لمدينة اسلنجتون من البلاد الانجليزية فهرع الناس لمشاهدة تلك الحيوانات واحتشدوا احتشادا عظيمًـا , وظلوا ينتظرون ، فلما أعياهم الانتظار سألوا عن وقت عرض الحمير فلم يجدوا شيئـًا عن وقت عرض الحمير فلم يجدوا شيئا فعلموا أنهم أنما جاؤا يستعرضون أنفسهم فكأنهم هم الحمير ." انتهى .


ولا يهمنا معرفة أصل هذه الكذبة بقدر ما يهمنا حكم الكذب في يومها ، والذي نجزم به أنها لم تكن في عصور الإسلام الزاهرة الأولى ، وليس منشؤها من المسلمين ، بل هي من أعدائهم .

والحوادث في كذبة إبريل كثيرة ، فمن الناس من أخبر بوفاة ولده أو زوجته أو بعض محبيه فلم يحتمل الصدمة ومات ، ومنهم من يخبر بإنهاء وظيفته أو بوقوع حريق أو حادث تصادم لأهله فيصاب بشلل أو جلطة أو ما شابههما من الأمراض .
وبعض الناس يتحدث معه كذبا عن زوجته وأنها شوهدت مع رجل فيسبب ذلك قتلها أو تطليقها.
وهكذا في قصص لا تنتهي وحوادث لا نهاية لها ، وكله من الكذب الذي يحرمه الدين والعقل ، وتأباه المروءة الصادقة .
وقد رأينا كيف أن الشرع حرّم الكذب حتى في المزاح ، وأنه نهى أن يروّع المسلم سواء كان جادّا أو مازحا معه في الحديث أو الفعل .
فهذا شرع الله فيه الحكمة والعناية بأحوال الناس وإصلاحهم .


فخلاصة الأمر أن المسمى بكذبة إبريل لا تجوز و لا تحل إذ هى تعتمد على الكذب و لكونها مشابهة للكافرين و لكونها تتضمن ترويعا للآمنين و هذا مما نهى عنه .

فنرجو من إخواننا المسلمين الحذر من هذه المعصية و أن ينتهوا إذا ذكروا .
و أسأل الله أن يتقبل عملى هذا منى و يرزقنى الإخلاص فى السر و العلن إنه ولى ذلك و القادر عليه .

heart.gif و لا تنسونى من دعائكم heart.gif
rose3.gif rose3.gif rose3.gif

Wednesday, March 28, 2007

هل لى من توبة ؟

س-أنا ارتكبت ذنوب كتيرة أوي
وكل ما أتوب أرجع تاني وأعصي ربنا

ومش عارف أعمل إية
هل لي توبة ؟

ج-و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
أولا بحب أقولك إن انت أكيد فيك خير و ده اللى بيخليك عايز تتوب
و أحب أبشرك بقول الله تعالى : " قل يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا "
و بقوله صلى الله عليه و سلم : " لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة , فانفلتت منه , وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فأضطجع في ظلها – قد أيس من راحلته – فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وانا ربك – أخطأ من شدة الفرح – "
و من أسماء الله عز و جل (التواب) الذى لم يزل يتوب على التائبين و يغفر الذنوب للمذنبين , فكل من تاب إلى الله توبة نصوحا تاب عليه
فبقولك : لا تيأس
طبعا ليك توبة
تعرف قصة القاتل مئة نفس ؟
لو مش عارفها طب أقولهالك

عن أبي سعيد الخدري أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال:
"كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفساً فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل على راهب، فأتاه فقال: إنه قتل تسعة وتسعين نفساً فهل له من توبة؟ قال: لا. فقتله، فكمل به مائة.
ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فدُل على رجل عالم، فقال: إنه قتل مائة نفس فهل له من توبة؟ فقال: نعم، ومن يحول بينه وبين التوبة؟ انطلق إلى أرض كذا وكذا، فإن بها أناساً يعبدون الله فاعبد الله معهم، ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء.
فانطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه الموت، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب.
فقالت ملائكة الرحمة: جاء تائباً مقبلاً بقلبه إلى الله.
وقالت ملائكة العذاب: إنه لم يعمل خيراً قط.
فأتاهم ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم، فقالوا: قيسوا ما بين الأرضين، فإلى أيتهما كان أدنى فهو له، فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد فقبضته ملائكة الرحمة.
قال قتادة: فقال الحسن: ذكر لنا أنه لما أتاه الموت نأى بصدره"

الدروس المستفادة من القصة:
تتجلى في هذه القصة جملة من الدروس والعبر التي تعد ذات أثر فعال في جانب الدعوة إلى الله علماً وعملاً، وأهم هذه الدروس ما يلي:
1- قبول التوبة من جميع الكبائر بما فيها القتل:
هذه القصة أصل عظيم في الدلالة على قبول التوبة من المذنب، وإن تفاحش ذنبه، وتعاظم إثمه، طالما صلحت سريرته، وصلحت علانيته.
وقد نطقت بذلك آيات القرآن وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، فالله تعالى يقول:
"قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم"

2- سعة رحمة الله عز وجل وخطورة تقنيط الناس منها:
تدل القصة برواياتها المتعددة على سعة رحمة الله تعالى، وأنها تغلب غضبه، وان صدق العبد في التوجه إلى الله يمنحه، فوق قبول الله له، توفيقاً وهداية إلى الطريق المستقيم، فإذا كانت الرواية التي وضعناها بين أيدينا في مطلع القصة، قد اقتصرت على مجرد بيان أن العبد عند قياس الملائكة للأرضين، كان اقرب إلى الأرض التي أراد، فقبضته ملائكة الرحمة، فإن روايات أخرى صحيحة قد صرحت بتدخل العناية الإلهية؛ بما يفيد سعة رحمة الله ومزيد فضله على العبد التائب.
ففي رواية البخاري (2/261).
وروايات أخرى في مسلم (4/2119).
: "فأوحى الله إلى هذه أن تقربي، وأوحى إلى هذه أن تباعدي، وقال: قيسوا ما بينهما فوجد إلى هذه اقرب بشبر فغفر له".
وفي إبعاد أرض المعصية، وتقريب أرض التوبة ما يشعر بأن الله لا يقبل التوبة عن عباده وفقط، بل يزيدهم فوق القبول من فضله.
ويؤيد هذا ما جاء في الحديث القدسي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعاً، وإن تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه باعاً، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة".

شفت بقى سعة رحمة الله عز و جل ؟
ده واحد قتل مائة نفس
و بعدين ما عملش عمل صالح غير إنه تاب و كان عايز يعتزل أرضه اللى فيها أهل سوء
فمات فى السكة
فقربه اله عز و جل إلى الأرض التى فيها قوم صالحين
فلازم يكون عندك رجاء فى رحمة الله عز وجل
فقد قال الله عز وجل : " نبئ عبادى أنى أنا الغفور الرحيم "
وكما جاء فى الحديث القدسي : " أنا عند ظن عبدى بى فليظن بى ما شاء "
فأحسن الظن بالله عز وجل
فموضوع إن ذنوبك كثيرة و خايف إنه ما يكونش ليك توبة
فده من وسوسة الشيطان ليصدك عن الحق

و ما أجمل قول الإمام الشافعى على فراش الموت :
تعاظمنى ذنبى فلما قرنته ..... بعفوك ربى كان عفوك أعظما

فالله عز و جل يغفر كل ذنب
فتيقن إن مهما عملت فليك توبة

بس إيه شروط التوبة علشان تبقى مقبولة :
أول شرط : الندم على ما كان منك و كما جاء فى الحديث : " الندم توبة "
فتندم إنك عصيت الله عز و جل
تانى شرط : الإقلاع
فتترك الذنب اللى انت بتعمله , يعنى ما ينفعش تقول أنا تبت من السجاير و فى بقك سجارة .
تالت شرط : العزم على عدم العودة فى المستقبل

س- وإزاي أثبت علي التوبه دي وما أرجعش تاني للذنب ؟

ج-أقسام الناس بعد التوبة أربعة
منها : صاحب النفس المطمئنة الذى لا يعود للذنب بعد ارتكابه فهذا فى أعلى الدرحات
و منها صاحب النفس اللوامة الذى يتوب ثم يعود للذنب لا عن عمد بل يبتلى بها و كلما ارتكبها ندم و عزم على الاحتراز منها فهذا فى منزلة أقل من الأولى و هؤلاء الذين قال الله فيهم : " الذين يجتنبون كبائر الإثم و الفواحش إلا اللمم إن ربك واسع المغفرة "
و اللمم هى الصغائر .
و منها : صاحب النفس المسؤولة الذى يتوب ثم يرتكب الذنب م يعود و لكن لا يتوب عن هذا الذنب فهذا من الذين قال الله فيهم : " و آخرون اعترفوا بذنبهم خلطوا عملا صالحا و آخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم " و لكن هؤلاء هاقبتهم خطيرة من حيث تسويف التوبة فربما يموت قبل أن يتوب فإن الأعمال بالخواتيم

و ينبغى للتائب أن يأتى بحسنات تضاد ما كان منه من السيئات فيستغفر و يتعبد و يصلى و يؤدى الحقوق

طب ايه اللى تعمله علشان لا تعود للذنب مرة أخرى :

1-الاستعانة بالله عز و جل و التوكل عليه و دعاؤه أن ينجيك من الذنوب فقد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يكثر من قول : " يا مقلب القلوب ثبت قلبى على طاعتك "
2- تتذكر آيات التخويف فى القرآن الكريم مثل الآيات التى ورد بها ذكر النار و عقاب أهلها و الآيات التى تبين عاقبة المسيئين.

3-أن تعلم أن للذنوب عقوبات فى الدنيا كما لها عقوبات فى الآخرة فكما قال صلى الله عليه و سلم : " إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه "و من ذلك ما يصيب الإنسان من مصائب فى الدنيا فهى جزاء ما عمل يداه و يمكنك الاطلاع على عقوبات الذنوب فى كتاب تحذير الدانى و القاصى من عقوبات الذنوب و المعاصى للشيخ أحمد فريد حفظه الله تعالى .
4-أن تتذكر الموت دائما و أنه قد يأتيك على حالك التى تعصى الله فيها فتبعث على ما مت عليه فتكون فضيحة فى الدنيا و الآخرة و كم من إنسان مات على معصية !
5- أن تتحلى بالصبر عن المعاصى فهذه من أعلى الدرجات .
6- الاستعاذة بالله من الشيطان بصدق إذا راودتك نفسك أن ترتكب معصية .
7- أن تكثر من ذكر الله تبارك و تعالى فإنه يحصن العبد عن الوقوع فى الذنوب .
8- أن تكثر من الطاعات فهى تعينك إن شاء الله و تبعدعنك الشيطان كما فى قوله تعالى عن الشيطان :" قال بعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين ".
9- عليك بالرفقة الصالحة التى تعينك على طاعة الله عز و جل فكما جاء فى الحديث :" المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل "
فابعد عن أصدقاء السوء الذين يزينون لك المعاصى و يسهلونها لك و صاحب من إذا رأيته ذكرت الله الذى يعينك على العبادة و يحثك عليها و يأمرك بالمعروف و ينهاك عن المنكر .
10- حضور مجالس العلم فهى كفارة للذنوب